روائع مختارة | روضة الدعاة | فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) | حياة المسلمين في الغرب.. نماذج مشرفة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) > حياة المسلمين في الغرب.. نماذج مشرفة


  حياة المسلمين في الغرب.. نماذج مشرفة
     عدد مرات المشاهدة: 5356        عدد مرات الإرسال: 0

قرأتُ منذ زمن أن شابًا مسلمًا في بريطانيا اطَّلع على إعلان لإحدى الشركات أنها تحتاج إلى موظفين في الحراسات الأمنية.

وأقبل هذا الشاب إلى اللجنة المختصة لمقابلة المتقدمين، فإذا جمع كبير من الشباب مسلمين وغير مسلمين.

وكانوا يدخلون إلى اللجنة للمقابلة واحدًا تلو الآخر، وكلما خرج شخص من المقابلة سأله بقية الواقفين عم سألوك؟ وبماذا أجبت؟

كان من أهم أسئلة اللجنة لكل متقدم: كم كأسًا تشرب من الخمر يوميًا؟ جاء دور هذا الشاب فدخل وتتابعت عليه الأسئلة، حتى سألوه كم تشرب من الخمر؟

فتردد الشاب هل يكذب ويدَّعي أنه يشرب الخمر كبقية الشباب لئلا يقولوا: أنت مسلم متشدد.. أو يصدق ويقول: "أنا مسلم والله قد حرم على الخمر فأنا لا أشربها".

وبعد تفكير سريع عزم على الصدق فقال: أنا لا أشرب الخمر. فقالوا ولماذا؟ هل أنت مريض؟

قال: لا لكنى مسلم والخمر محرمة في الإسلام، فقالوا: لا تشربها حتى في عطلة الأسبوع؟ فقال: نعم لا أشربها أبدًا.

فنظر بعضهم إلى بعض متعجبين، فلما ظهرت النتائج فإذا اسمه في أوائل المقبولين، وبدأ عمله معهم ومضى عليه شهر.

وفي يوم لقي أحد المسئولين في تلك المقابلة، وسأله: لماذا كنتم تكررون السؤال عن الخمر؟

فقال: لأن الوظيفة المطلوبة هي في الحراسات، وكلما توظف فيها شاب فوجئنا به يشرب الخمر ويسكر فيضيع مكانه ويهجم على الشركة من يسرقها.

فلما وجدناك لا تشرب الخمر عرفنا أننا وقعنا على طلبنا فوظفناك..

تعليقاً على ذلك يقول المفكر البريطاني البروفيسور إدريس توفيق ـ في مقابلة معه بمكتبة الإسكندرية ـ إن الصحافة في الغرب لا تهتم سوى بالإثارة والأخبار المثيرة فقط أما الأخبار الجيدة مثل ما ذكرته فلا يتم الالتفات إليها ولا حتى مجرد الإشارة .

والشيء الطبيعي أن كثيراً جداً من المواقف أبطالها مسلمين لكن مثل هؤلاء الأشخاص لا يهتم بهم الإعلام ولا الصحافة!

أما إذا حدث وفجر أحدهم نفسه أو أطلق ناراً على غيره أو حتى على نفسه لتصدر الخبر الصفحات الأولى وجاء خبراً عاجلاً على شاشات التلفاز .

ويضيف : لقد عشت أكثر من أربعين سنة لا أعرف شيئاً عن الإسلام ولم أقابل مسلماً واحداً ولم أتحدث إلى أيّ مسلم ، كل ما علمته وعرفته أن الإسلام ( يقطع اليد – يضرب النساء – يقتل الآخرين .... ) هذه كانت كل معرفتي به ...

ينبغي ألا نلوم إلا أنفسنا.. إننا نقترف خطأً جسيماً ، حين نلقي باللائمة على الغرب لأنهم لا يعرفون ما هو الإسلام ؟ ولكن أين نحن ؟

كيف لنا أن نلوم طفلاً لا يعرف الحساب ولا يفهمه ، اللوم يقع على المدرس الذي لم يُفهم الطفل لا الطفل نفسه .

ينبغي علينا ألا نلوم الغرب على عدم معرفته بالإسلام .. نحن من ينبغي علينا تعليمهم ما هو الإسـلام .

وبسبب هذا حدث ما حدث منذ سنوات في الدنمارك بعد نشر مجموعة الرسوم المسيئة للرسول صلوات الله عليه وسلامه.

تلك الرسوم التي أثارت مشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم ، فالغرب لم يستطع استيعاب أن الدين بالنسبة للمسلمين هو كل شيء.

ولهذا فقد ثار هذا التساؤل الغبي حتى في ذهن ملكة الدنمارك إذ تساءلت قائلة ( كيف يُمثّل الدين كل شيء لهؤلاء الناس ؟! ) . كم هو تساؤل غبي منها .

إنهم لم يستطيعوا فهم أن الحجاب جزء من الإسلام وأنه شيء مهم للمرأة المسلمة.

لكن السؤال المهم : كيف نتحدث مع الغرب وكيف يتحدث المسلمون في الغرب ؟

الإجابة تتمثل في ذكر أمثلة من حياة المسلمين في الغرب وتصحيح الأخطاء وتوجيهها الوجهة السليمة .

المثل الأول :

عندما كنت شاباً صغيراً قمت برحلة إلى إيطاليا وكنت ( كاثوليكياً ) آنذاك وكان لزاماً عليَّ أداء صلاة الأحد ، فبحثت عن كاتدرائية للصلاة في ( ميلانو ) ودخلت واحدة من أروع الكاتدرائيات وأجملها هناك

وكم كانت ممتلئة عن آخرها بالحضور وحضر القس وبدأ خطبته بالإيطالية ( والتي لم أكن أفهمها ) لذلك فلقد اضطررت للتلفت حولي والنظر في وجوه الحاضرين ومشاهدة ردود أفعالهم.

فوجدت علامات عدم الفهم والاستيعاب بادية على ملامحهم فقد كان القس يتحدث بلغة دينية معقدة لا يفهمها غالبية الناس .

وهذا هو ما يحدث حالياً من بعض خطباء المسلمين فهم يقومون بالصراخ ويتكلمون كثيرا بما لا يفيد المسلمين.

حتى خطبة الجمعة يظل الخطيب يتحدث في أمور بسيطة وفرعية ويترك الحديث عن الأمور المهمة.

فبدلاً من إرشاد المصلين إلى كيفية الحديث عن اختيار زوجة صالحة وكيفية معاملة المدير لمرؤوسيه نجدهم يتحدثون عن أمور نظرية بعيدة عن واقع الناس.

الأمر المهم هنا أن نتحدث إلى الغرب بلغة يفهمها ، ونحن نخطئ عندما نقوم بإرسال شيوخ للغرب فيتحدثون هناك عن الشريعة والتاريخ بينما هم يوجهون كلامهم إلى من لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى أساساً ولا يؤمنون بالإسلام .. وأنت بهذه الطريقة لن تستطع لفت نظره للإسلام .

الآن أنا أؤمن أن هذا هو ( عصر الإسـلام ) في الغرب ولو علم المسلمون في الشرق كيف يلتزم المسلمون في الغرب بالتعاليم الإسلامية سيخجلون كثيراً من أنفسهم .

المثل الثاني :

يقام في ( أدنبرة ) عاصمة ( اسكتلندا ) احتفالٌ سنوي في شهر أغسطس من كل عام ويتوافد كثير من الأشخاص من شتى بقاع العالم لحضور هذا المهرجان وتقام فيه احتفالات فنية مختلفة ومتنوعة ، ولا يهتم غالبية الحضور بموضوع الديانات أو غيرها .

إلا أن ( المركز الإسلامي ) هناك كان ذكياً في إظهار جمال الإسلام ، فقام بعمل احتفالات إسلامية تقام بالتوازي مع تلك الاحتفالية السنوية فماذا يا ترى كانوا يفعلون ؟!!

لقد قاموا بعمل ( مطبخ ) بجانب المركز الإسلامي يقومون من خلاله بإعداد الطعام الإسلامي الحلال بشكل جيد ورخيص وفي متناول الجميع وأصبح هذا المكان أشهر مكان في ( أدنبرة ) الآن وأضحى كثير من المسلمين وغير المسلمين يقبلون عليه ويرتادونه.

ومن أشهر الأطعمة التي تقدم هناك ( الكبسة والأكلات المغربية ) كما يقدم كذلك الشاي المغربي الأخضر بالنعناع ..

بهذه الطريقة البسيطة جذبوا انتباه الناس ولفتوا أنظارهم للإسلام فبعد أن يقوم الحضور بتناول الطعام يقومون باصطحابهم إلى جولة في المسجد وتعريفهم بالإسلام ؟

الموضوع إذن أن الإسلام حضارة يجب أن يتعرف عليها الغرب ، وعلى مدار 6 سنوات قمت بإلقاء المحاضرات للمسلمين وغير المسلمين في هذا المهرجان ولاحظت انجذاب كثير من الناس إلى المهرجان الإسلامي تحديدا ....!!

وكان نتيجة لذلك أنني تلقيت دعوة لإلقاء محاضرة في ( الكنيسة الإنجيلية ) بـــــ ( إدنبرة ).

وهو حدث غير طبيعي وله دلائل عظيمة ، فلقد تأكد الجميع أنني كمسلم لا أضمر لهم شراً وأنني أمثل الوجه الجيد للإسلام وأنهم فعلاً أصدقائي ولا أكرههم .

مثل ثالث:

عندما تعرضت غزة للعدوان الإسرائيلي الغاشم والقصف الشديد من قبل القوات الإسرائيلية انتاب الشباب المسلم في ( إدنبرة )ز

حماسة وغضب شديدين وقاموا بمهاجمة المركز اليهودي هناك ، ما حدث هو أن هؤلاء الشباب خلطوا بين أمرين ( الديّانة اليهودية وإسرائيل ).

ولكن القادة المسلمين في ( اسكتلندا ) كانت لهم وقفة مهمة وقالوا لن نسمح بأي اعتداء على المعبد اليهودي .. وسنقف جميعاً لحماية المعبد اليهودي من التخريب .

وبسؤاله عن رأيه في الدعاة الجدد أمثال عمرو خالد ومعتز مسعود وغيرهم ؟ وهل يمكنهم مخاطبة الغرب وتوضيح صورة الإسلام ؟

قال : لا أعتقد أن هؤلاء الدعاة يمكنهم التأثير في الغرب سامحني لصراحتي .. ولكن الغرب يجب أن يسمع عن الإسلام من المسلمين في الغرب لا من مسلمي العرب ..

برغم اعترافي واعتزازي بالشرق العربي لما له من مكانة كبيرة في قلوبنا لوجود الأماكن المقدسة به ولكن لا يمكن مخاطبة الغرب عن طريق مشايخه.

وإن كان يجب على الطرفين ( مسلمي الغرب ومسلمي الشرق ) التعاون معاً لإظهار صورة الإسلام الصحيحة.

الكاتب: عبد الرحمن هاشم

المصدر: موقع المستشار